نوت: إدارة مشاريع مستدامة

نوت: إدارة مشاريع مستدامة شهد مفهوم الاستدامة في إدارة المشاريع تطوراً كبيراً، يمكن تلخيصه في النقاط الرئيسية التالية: السبعينيات: بدأت تظ..

نوت: إدارة مشاريع مستدامة

 

نوت: إدارة مشاريع مستدامة المقدمة: شهدت إدارة المشاريع تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، لم تعد تركز فقط على إنجاز المهام في الوقت المحدد وبالميزانية المحددة. اليوم، أصبح دمج الاستدامة محوراً أساسياً، يفرض نفسه كضرورة ملحة لتحقيق التوازن بين الأهداف التقليدية للمشروع والمساهمة الإيجابية طويلة الأجل في البيئة والمجتمع والاقتصاد. هذا المقال سيتناول تطور مفهوم الاستدامة في إدارة المشاريع، تعريفها الشامل، وكيف يمكن لنظام نوت مخصص أن يكون أداة فعالة لدمج هذه المبادئ في كل مرحلة من مراحل المشروع.

 

تطور مفهوم الاستدامة في إدارة المشاريع

شهد مفهوم الاستدامة في إدارة المشاريع تطوراً كبيراً، يمكن تلخيصه في النقاط الرئيسية التالية:

  • السبعينيات: بدأت تظهر التصورات الأولية للاستدامة، مع تزايد الوعي بالترابط بين القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
  • بعد قمة الأرض للأمم المتحدة 1992: اكتسبت الأبحاث التي تركز على دمج الاستدامة في ممارسات إدارة المشاريع اهتماماً كبيراً، وسلطت الدراسات الضوء على التأثير المحتمل للمشاريع على الركائز المستدامة كالتأثير الاجتماعي والبيئي.
  • المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لإدارة المشاريع (IPMA) 2008: كانت نقطة تحول حاسمة عندما دعت الكلمة الافتتاحية إلى "المساءلة عن الاستدامة" من مديري المشاريع، مما أطلق موجة كبيرة من الأبحاث حول إدارة المشاريع المستدامة.
  • تزايد الضرورة الحالية: مع اشتداد الحاجة إلى ممارسات مستدامة في جميع القطاعات، تتزايد أيضاً الحاجة إلى البحث وتقديم منهجيات فعالة لدمج الاستدامة.

 

تعريف الاستدامة في إدارة المشاريع

تتجلى الاستدامة في إدارة المشاريع من خلال مفهوم التنمية المستدامة، الذي يُعرّف بأنه "عملية تغيير يتم فيها جعل استغلال الموارد وتوجيه الاستثمارات وتوجه التنمية التكنولوجية والتغيير المؤسسي متسقة مع احتياجات المستقبل والحاضر على حد سواء".

يُفعّل هذا المفهوم الشامل عادةً من خلال إطار الخطوط الثلاثة الأساسية (TBL)، الذي يضم ثلاثة أبعاد رئيسية ومترابطة:

  • البعد البيئي: يركز على الحفاظ على البيئة الطبيعية والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية، بما في ذلك تقليل التلوث، والحفاظ على التنوع البيولوجي، واستخدام الموارد بكفاءة.
  • البعد الاقتصادي: يؤكد على الحفاظ على الاستقرار المالي وتوليد القيمة الاقتصادية، ويتجاوز مجرد الربحية ليشمل كفاءة التكلفة على المدى الطويل وخلق فرص اقتصادية محلية.
  • البعد الاجتماعي: يركز على بناء علاقات اجتماعية قوية وتعزيز الرفاهية الاجتماعية، ويشمل مراعاة تأثير المشروع على المجتمعات، وضمان ممارسات عمل عادلة، وتعزيز الشمولية.

تشير الدراسات إلى أن معظم تعريفات الاستدامة في إدارة المشاريع تركز على تقليل استخدام الموارد، ومراعاة الاستدامة طوال دورة حياة المشروع بأكملها، ودمج الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وأهمية مشاركة أصحاب المصلحة. ومع ذلك، هناك جوانب أقل تركيزًا مثل النظرة الأوسع للمشروع، وتحديد الاستدامة ضمن مجالات إدارة المشاريع الرئيسية، والتركيز على التعلم التنظيمي والإدارة التكيفية.

 

توسيع إطار الخطوط الثلاثة الأساسية

بينما يوفر إطار الخطوط الثلاثة الأساسية هيكلاً أساسياً، يتطلب تطبيقه في إدارة المشاريع توسيعاً وتكييفاً لأركانه الأساسية. يمكن تفصيل هذه الأركان إلى جوانب أكثر تحديداً:

  • الركن الاقتصادي: يشمل إدارة أصحاب المصلحة، الإدارة السياسية والعامة، المشاركة والابتكار، الأداء الاقتصادي، إدارة علاقات العملاء، سلسلة القيمة، إدارة الجودة، والإنتاجية.
  • الركن الاجتماعي: يغطي صنع القرار، التعلم، صنع المعنى، التنظيم الذاتي، الثقة، التعاون/التواصل، التحفيز، الحد من التوتر، والالتزام/الملكية.
  • الركن البيئي: يتضمن الموارد البيئية، التشريعات، المشاركة البيئية، الشهادات والتعليم البيئي، الاستهلاك المستدام للموارد، السياسة البيئية ونظام الإدارة، والالتزام بالمعايير البيئية.

 

مبادئ الاستدامة الإضافية ومجالات المعرفة

بالإضافة إلى إطار الخطوط الثلاثة الأساسية، هناك مبادئ وأبعاد إضافية للاستدامة ذات صلة بإدارة المشاريع، تتجاوز الركائز الثلاث التقليدية، وتؤثر على أدوار مديري المشاريع والعملاء والرعاة والإدارة العليا.

على الرغم من تقسيم معايير إدارة المشاريع إلى مجالات معرفية متعددة (مثل دليل PMBOK)، إلا أن هناك نقصاً في الأبحاث التي تدمج الاستدامة ضمن هذه المجالات بشكل مفصل. تركز معظم الأبحاث الحالية على إدارة أصحاب المصلحة وإدارة المخاطر. هناك فجوة بحثية واضحة في دمج الاستدامة ضمن مجالات معرفة مثل: إدارة تكامل المشروع، إدارة اتصالات المشروع، إدارة نطاق المشروع، وإدارة جودة المشروع.

 

نظام نوت لإدارة المشاريع المستدامة

لتبسيط إدارة المشاريع المستدامة، يمكن استخدام نظام نوت مُصمم خصيصاً لمساعدة فرق العمل على دمج مبادئ الاستدامة بفاعلية. هذا النظام سيعمل كدليل عملي ونقطة مرجعية لمتابعة الأهداف المستدامة في كل مرحلة من مراحل المشروع.

هيكل نظام النوت:

نوت لمحة عامة عن المشروع

  • اسم المشروع:
  • تاريخ البدء والانتهاء:
  • مدير المشروع:
  • الهدف الرئيسي للمشروع:
  • أصحاب المصلحة الرئيسيون: (مع تحديد اهتماماتهم وتوقعاتهم المتعلقة بالاستدامة)

نوت أهداف الاستدامة (وفق الخطوط الثلاثة الأساسية):

  • الأهداف البيئية: 

    • تقليل استهلاك الطاقة بنسبة X%.
    • استخدام مواد معاد تدويرها بنسبة Y%.
    • تقليل النفايات بنسبة Z%.
    • (أضف أهدافًا أخرى قابلة للقياس كنوت)
  • الأهداف الاقتصادية: 

    • تحقيق توفير في التكاليف بنسبة A% من خلال كفاءة الموارد.
    • خلق B وظيفة جديدة للمجتمع المحلي.
    • زيادة القيمة المضافة للمشروع بنسبة C%.
    • (أضف أهدافًا أخرى قابلة للقياس كنوت)
  • الأهداف الاجتماعية: 

    • ضمان ظروف عمل عادلة وآمنة لجميع العاملين.
    • إشراك المجتمع المحلي في مراحل المشروع.
    • تحسين رفاهية X من أفراد المجتمع المتأثرين.
    • (أضف أهدافًا أخرى قابلة للقياس كنوت)

 

الخاتمة

في الختام، يبرز دمج الاستدامة في إدارة المشاريع كعنصر حاسم لمستقبل الأعمال. لم يعد الأمر مجرد إضافة هامشية، بل أصبح ضرورة استراتيجية لتحقيق توازن بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. هذا التحول يعكس وعياً متزايداً بأهمية ترك بصمة إيجابية تدوم للأجيال القادمة.

إن تبني إطار الخطوط الثلاثة الأساسية الموسع، والالتزام بمبادئ الاستدامة في كل تفاصيل المشروع، من التخطيط إلى الإغلاق، يمهد الطريق لمشاريع لا تحقق النجاح المالي فحسب، بل تسهم أيضاً في بناء مجتمعات أفضل وبيئة صحية.