أهمية تقييم أصول المخزون

أهمية تقييم أصول المخزون المقدمة يمثل المخزون شريانًا حيويًا لأي عمل تجاري، فهو يجسد قيمة مادية قابلة للتحويل إلى نقد. إلا أن هذه القيمة ليست ثابتة، بل تتأثر بتقلبات السوق وظروف التشغيل المختلفة. هنا تبرز أهمية تقييم المخزون، تلك العملية المحاسبية الدقيقة التي تسعى إلى ترجمة الكميات العينية من المنتجات الموجودة في المخازن إلى قيمتها النقدية الحقيقية في لحظة زمنية محددة. لا يقتصر الأمر على مجرد إعطاء رقم للمخزون، بل يتعلق بتقديم صورة واقعية عن أصول الشركة في نهاية الفترة المحاسبية، وذلك من خلال مقارنة حذرة بين تكلفة المخزون وقيمته السوقية الصافية القابلة للتحقق، واعتماد الأقل منهما تطبيقًا لمبدأ الحيطة والحذر. فبينما يمثل التسعير عملية أولية لتحديد تكلفة المخزون عند الشراء، يأتي التقييم ليراجع هذه التكلفة في ضوء الظروف الراهنة، ليقدم انعكاسًا دقيقًا لقيمة هذا الأصل الهام في الميزانية العمومية للشركة

ما هو تقييم المخزون

تقييم المخزون هو تحويل قيمة المنتجات العينية في المخزن إلى قيمتها النقدية من خلال مقارنة تكلفة المخزون المحددة من خلال التسعير ومقارنتها بصافي القيمة القابلة للتحقق، واختيار الأقل منهما. وصافي القيمة القابلة للتحقق هي قيمة الأصل المقدّرة عند بيعه مطروحاً منه تكاليف البيع. فبينما التسعير أمر مبدئي يحدث عند بداية تخزين المنتج، ويحدث بشكل متكرر على مدار عمليات الشراء المستدامة، وله طرق خاصة به. فالتقييم مرتبط فقط بفترة الجرد التي يعقبها إعداد الموازنات والقوائم المالية في نهاية الفترة المحاسبية، الُملزمة لتحويل ممتلكات الشركة لقيمتها النقدية باعتباره أحد الأصول المملوكة للشركة وللتقييم طرق أخرى غير طرق التسعير. 

ما هي طرق تقييم المخزون

يقصد بطرق تقييم المخزون العمليات المحاسبية المعتمدة طبقًا للمعايير الدولية والتي يتبعها المحاسب لتقدير القيمة النقدية لمخزونة، ولكونها قيمة حقيقة مثلها مثل التسعير فإن كل طريقة لها نتيجة تختلف لو اتبعنا طريقة أخرى. فتجد طرق تقييم المخزون كالتالي:

1- التكلفة 

تقييم المخزون في هذه الحالة يعتمد على تكاليف شراء المخزون والتحويل والنقل وغيرها من التكاليف الأخرى المرتبطة بالتخزين في المستودعات الخاصة بشركتك.

2- صافي القيمة 

هي القيمة الحالية التي يوفرها المخزون كإيراد في حالة بيع المخزون مع خصم جميع المصروفات المتعلقة بالبيع أو النقل وغيرها من التكاليف التي تجعلها قابلة للبيع. بينما التكلفة ثابتة لأنها معتمدة على فواتير وأوامر شراء، فإن صافي القيمة القابلة البيعية أو السوقية تتغير من وقت لآخر حسب الظروف الاقتصادية العامة للسوق أو الخاصة بالسلعة.

تطبيقًا لمبدأ الحيطة والحذر، يتم اختيار الأقل من التكلفة أو صافي القيمة البيعية أو السوقية، وذلك بغرض التعبير عن المركز المالي للشركة في نهاية الفترة المحاسبية.

فلا يجوز إذًا تغيير المحاسب لطريقة تقييم المخزون المتبعة في شركته من تلقاء نفسه، ويجب التأني عند اختيار طريقة تقييم المخزون في البداية لاختيار الأنسب لطبيعة عمل الشركة وللأحوال الاقتصادية، ولكن دائمًا ما يتم الخلط بين طرق تقييم المخزون وطرق تسعير المخزون، حتى أن بعض المحاسبين يعدونهم من الجهة العملية أمر واحد، ويستخدموا طرق التقييم للتسعير والعكس، فما الفرق بينهما؟

إعادة تقييم المخزون

إعادة تقييم المخزون هو الأسلوب المتبع عند وقوع حدث اقتصادي يؤثر على قيمة المخزون بشكل خاص أو يؤثر على السلع عامة ومن ضمنها المخزون المتواجد في مستودعات شركتك. توجد حالتين تحتاج فيها إلى إجراء إعادة التقييم وهي كالتالي:

1- تغير في حالة أو أسعار المواد التي تحصل عليها من الموردين. عندما تصبح هذه المواد نادرة الوجود أو غير متوفرة وهي تمثل عناصر أساسية في المنتجات التي تصنعها، تكون النتيجة ارتفاع قيمة المنتجات التي تقدمها تلقائيًا.

2- تغير السوق وظهور احتياج شديد أو رفض من الجمهور لما لديك من مخزون السلع يؤدي إلى التأثير المباشر على قيمة المخزون إما بالارتفاع في الحالة الأولى أو الانخفاض في الحالة الثانية.

ما الفرق بين طرق تقييم المخزون وطرق تسعير المخزون

كلاهما يصل لنتيجة تقدير المخزونات نقديًا، لتعرف كم يساوي ما لديك من بضاعة مُخزنة؟ ولكن تختلف الطرق تبعًا لاختلاف الهدف والتوقيت، ومع ذلك هناك من يستخدم طرق التسعير للتقييم والعكس، فهلا تعرفنا عليهما؟

من المعروف أن تسعير المخزون هو خطوة أساسية لتقييم المخزون، حيث أن التقييم يقارن بين التكلفة والسعر السوقي، وتحديد تكلفة المخزون تبدأ بالتسعير وتحديد سعر شراء المنتج ثم يضاف إليها بقية التكاليف. لهذا فيمكن اعتبار التسعير خطوة مبدئية للتقييم لا يمكن التغاضي عنها

الخاتمة 

يتضح أن تقييم المخزون ليس مجرد إجراء محاسبي روتيني يتم في نهاية الفترة المالية، بل هو أداة استراتيجية حيوية تُمكّن الشركات من الحصول على رؤية مالية واقعية لأصولها. من خلال المقارنة الموضوعية بين تكلفة المخزون وقيمته السوقية الصافية، واعتماد القيمة الأقل، تستطيع الشركات تطبيق مبدأ الحيطة والحذر وتجنب تضخيم قيمة أصولها، مما يوفر صورة أكثر دقة عن مركزها المالي. كما أن فهم الفرق الجوهري بين طرق تقييم المخزون وطرق تسعيره، مع إدراك الظروف الموجبة لإعادة التقييم، يمكّن المحاسبين من اتخاذ قرارات مستنيرة تخدم مصلحة الشركة وتعكس قيمتها الحقيقية في التقارير المالية. إن الالتزام بمعايير التقييم الصحيحة ليس فقط امتثالًا للوائح والقوانين، بل هو خطوة أساسية نحو بناء ثقة المستثمرين وأصحاب المصلحة في سلامة البيانات المالية للشركة وقدرتها على النمو المستدام.